انكفاء المرجعية التنظيم وإجهاض أهدافه الحقيقية، المتمثلة في تنشئة أجيال واعية ومسيسة، تكون قيادات ا...
انكفاء المرجعية
التنظيم وإجهاض أهدافه الحقيقية، المتمثلة في
تنشئة أجيال واعية ومسيسة، تكون قيادات المستقبل الذي بات كثيرون قلقين عليه
.بعدما إفراغت فصائل العمل الوطني من دورها عندما أرتضت الواقعية.
اليوم، المشكلة لا تقتصر على أنتهاك حرمات الحق العام من الطرقات التي فقدت مساحتها ؛ولا تقتصرعلى المدارس التي انتهكت حرماتها وفقدت قيمتها؛ والبناء العشوائي... ولا عندما نصحوا على أنقطاع المياة ، وقطع الطريق ،والمترسيكلات ،وسيارات الخردة على جانب الطريق ، المشكلة تشعبت إلى درجة تشتت التركيز والتفكير، وأضعفت القدرة على التحليل وتقديم الحلول؛ بالرغم أن الحياة لا تتوقف ولا تنتهي بوجود مشكلات.
لان المشكله ليست بوجود مشكلة بحد ذاتها،إنما خوفا في تأزمها ووصولها لحد يصعب فيه الوصول لحل لهذه المشكلة.. وتعقدها بحيث يستعصى حلها ، والخوف أن يعمل على تضخيمها ورفع مستواها لتصبح شكلا من أشكال الفوضى الموجهة لتحقيق أهداف مبرمجة، تصل إلى مرحلة من الاستفحال، يصعب التصدي لها أو مواجهة أعراضها ، بشكل يؤدى إلى تجرؤ بعض الأفراد أو عناصر منظمة أوغير منظمة الاستهانة والاستهتار بالفصائل ، بل قد يتعدى الأمر إلى استفزاز )القوة الأمنية(، أو أن تفرض سيطرتها على بعض الزواريب بكل ما فيها من أفراد. وتجسيد مظاهر تلك الحالة يؤدي الى انفراط عقد المجتمع وصولا إلى الحد الذي يوضح إفلاس فصائل العمل الوطني وتغيب المرجعية الوطنية.
• والمشاكل بشكل عام : تنشأ في كل مجتمع نتيجة لوجود مشكلة معينة تواجه المجتمع في مجال من المجالات، أو عدة مجالات في آن واحد، تؤدي لخلل يؤثر تأثيرا ماديا ومعنوياً على النظام العام ويهدد الدعائم الرئيسية للمجتمع، بشكل يصعب الحل لها، وبالتالي ينقلها من مرحلة المشكلة لمرحلة الأزمة وربما يتطور الأمر لتصل لمرحلة الاستعصاء أو الفلتان الأمني وهي تعبير عن الحالة التي يستفحل فيها الحدث وتتصاعد فيها الأعمال المكونة لها إلى مستوى التأزم الذي تتشابك فيه الأمور ويتعقد فيه الوضع مما يقود المخيم برمته لحالة من الفوضى لا تحمد عقباها.
إن التطور المتلاحق، والتخوف من دخول المشكلة لمرحلة الأزمة، ينبع أولا وأخيرا من تراكم الضغوط النفسية والاجتماعية ، حتى أصبح التهديد الأمني النفسي جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للفرد في مجتمع المخيم .،،، ثمة عوامل كثيرة أوصلتنا إلى ما نحن عليه. بمراجعة سريعة، سنكتشف أن الجريمة التي ارتكبت بحق الحياة التنظيمية ، أفرغت الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية من مضمونها، الفعلي الى الشكلي " أعتصام، مسيرة، وزيارات ، تكريم " وخلقت جيلا يعاني فراغا غير آبه بشيء ولا يعي حرما للتطفلات، بعد أن تم تسميم التقاليد والعادات والوعي، وزج بالشباب إلى فرق متضادة ، ليس على قضية أو فكرة، بل على أصول ومنابت، وعلى قاعدة "فرق تسد".
جاء" بكرها" الاول : الانتكاسة التنظيمية التي بدأت باعتماد الصوت الواحد ، الذي أفقدت الاطار خصاله الحقيقية، والإمساك بزمام الاطار ومصادرة القرار وممارسة دكتانوية المسؤول، وزاد الطين بلة تفريخ ظاهرة الولاء والقربى، الأمر الذي أفقدنا الإيمان بفكرة الحماية التنظيمية وتكافؤ الفرص التي تكسرت أمام المحسوبيات، ما أفرز شعورا بغياب العدالة، وجعل الفرص معتمدة على كل شيء إلا الأهلية والقدرة، حتى فقدت الثقة وضاع هدف العقد التنظيمي. ومع انفراط العقد، اختلط كل شيء بالآخر، وعمت مشاكل، وبرز للعيان ...
1 - التسويف والمماطلة لكسب الوقت هروبا من مواجه المشكلة، مما يزيد التعقيد والتشابك ، وهذا ما لمسناه في عملية الهروب المقصودة من مواجهة المشاكل التي يتعرض لها المخيم في لبنان .
2 - انتشار الفساد والمحسوبية ، انشغلت شريحة بذاتها فأهملت هموم المخيم واحتياجاته رغم الحديث المتواصل للنهوض بالتنظيم وأصلاح بناء المؤسسات ، سادت المحسوبيات ووزع قرص الجبن بين الامناء بالتراضي، وهذه الممارسات أضعفت حس المشاركة عند اللاجئين .
3 - طغيان الفصائلية الضيقة، عند بعض قيادات الفصائل مثلت نقطة انطلاق آمنة لمصالحها، ساعدت على إضعاف المسؤولية الاجتماعية في اطرها، وأنتجت ترهل وملاذاً عن المتابعة .
4 - عوامل ضاغطة في المجتمع تتمثل في حاجة الناس فتمثلت في التجاوز والاستهتار بالتعامل مع الحق العام ،
5 - غياب التخطيط وجمع المعلومات والبيانات لرسم سياسة المرحلة وادارة الازمات
6 - الحالة المتردية التي تخيم على رقعة المخيم
7 - زحمة الأحداث وضعف المرجعيات الاجتماعية والشعبية
8 - وضع اليدعلى عمل الجمعيات والمؤسسات والصناديق الاجتماعية ،
ولان هم اللاجئين، ليس سلعة للعرض والمساومة، ولا كرة يتقاذفها هذا ذاك . ولان مخيمات شعبنا كانت وما زالت نموذجا في العطاء والتضحية ويتقاسم ابنائه الخير والشر ، ولا زال الكثيرون من مناضليه يحملوا هذه القيم، ولكن العديد من "القادة" عن قصد او انانية او جهل،او ضعف، يضيعون بوصلة الهدف ، ساعين لتحقيق انجازات التكريم.
ومن المنطق القول : لم يعد يفيد جلد الذات او البكاء على الاطلال ولا الاستسلام للقدر المكتوب وأنما التخلص من عقلية النعامة ، وان هناك بعضاً من الحقائق لم يعد بالإمكان تجاوزها أو المراهنة على اختفاءها دون التصدي لها بشجاعة ، وحتى لا ياتي يوم تضيع المرجعية وينفرط العقد الاجتماعي ويصبح بة "الموشون والمارقون اسيادا على المخيم"
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/09/25/342985.html
غازي الكيلاني
التعليقات